بقلم نسيم عنيزات
على اختلاف وتعدد المطالب الشعبية ، الا ان الجميع يتفق بأن الأوضاع المعيشية للناس صعبة، واصبحت الحاجة والعوز سيدة الموقف والمحرك الرئيس لتصرفاتهم ونقطة التقاطع التي تلتقي عليها الأغلبية .
مما يدفعنا للاعتراف بأن المواطن يبحث عن متنفس لتفريغ غضبه والحالة العصبية التي تنتابه عند كل موقف بغية ايصال رسالته وصوته المخنوق، لعله يشعر بانه فعل امرا ماء حيال الاوضاع التي يمر بها .
لكن الغريب بأن الناس صبوا جام غضبهم على الحكومة الحالية ورئيسها الدكتور بشر الخصاونة وكأنها المسؤولة عن الحالة التي وصل لها الناس .
ومع إيمانًا بعدالة المطالب التي تنبع من الحاجة وعدم قدرة المواطنين على مجاراة العيش، وتأمين الحد الأدنى من التزاماتهم التي تزداد صعوبة كل يوم بعد ان ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت في ظل ازدحام القضايا وتشابكها وارتفاع وتيرة تعقيدها .
لكن بنفس الوقت علينا ان نصارح أنفسنا بالوقوف أمام المراءة واسترجاع شريط الذكريات دون ان نحذف منه شيئا او ان تقفز عن بعضه ، سنصل حتما الى حقيقة ، لا مفر منها بأن الحكومة الحالية ضحية مثلنا إذ جاز لنا التعبير، بعد ان ورثت هذه التراكمات من غيرها ، لتتحمل وزر غيرها وتحاسب على اخطاء لا ذنب لها ،الا انها حملت المسؤولية وشرعت بنهج جديد عنوانه المكاشفة والمصارحة.
متناسين بأن بعض رؤساء الوزرات قد تفاخروا بأنهم اول من اوجدوا ضريبة على المحروقات وفرضوها على الناس ، بعد ان وضعوا الية لتسعيرة غير مفهومة لمشتقات النفط من بنزين وديزل وكاز .
وإذا أردنا ان نزيدكم من الشعر بيتا ، فإنه يسجل لها بانها لم تفرض اية ضرائب جديدة على الناس بعد ان سقطت غيرها بفخها .
وبسجل لها تقشفها وعدم وبعدها عن اي نوع من انواع البذخ وزيادة المصاريف ، ووضع كل دينار في مكانه الصحيح في الوقت الذي وصلت فاتورة الأقطار لبعض الرؤساء الى عشرات الألف ، ناهيك عن " مصاريف" الكوي والدراي كلين وغيرها" .
ولم نسمع عن أحد بعهد الرئيس الحالي من استغل نفوذه، وحقق مصالح شخصية من اقاربه وأفراد أسرته كما فعل الكثيرين بعد ان غرقوا بالفساد والتكسب على حساب الوطن .
ولم يتوقف الامر عن الإرث وحجمه بل اصطدمت بواقع خارج عن الإرادة ولا دخل لها به خاصة اثار جائحة كورونا التي كان يتغنى بعض من سبقوه بما انجزوه بهذا الشأن لنتفاجأ جميعا بانها فرقعات بالهواء ومجرد تصريحات
إعلامية لتغطية على العجز والفشل سرعات ما تكشفت ، ولا نبعد عن تفكيرنا او نغمض أعيننا عن الحرب الروسية الأوكرانية وما نجم عنها من أضرار أصابت العالم بأسره وهزت دول تصنف بانها عظمى.
لنسأل أنفسنا هل هذا الهجوم على رئيس الوزراء مبررا ، ام انه يدفع فاتورة غيره ، ام ان وراء الامر ما وراءه، ام انه مدفوعا بأسباب واجندات تفوح منها رائحة تزكم الأنوف .